8 اشياء يجب ان يعرفها كل مصور للحصول على تصوير سينمائي متميز
غالبا ما يِؤجل أكثرنا التثبت من المقاطع المصورة و إصلاحها الى وقت لاحق، لكن ألا تعتقد يا صديقي أن هناك خيارات أفضل من ذلك في تصوير سينمائي ؟ حتما هناك سلسلة مترابطة من العناصر يجب فهمها، من تركيز الأضواء و التعريض الضوئي الأنسب، الى اصلاح الألوان و تعديلها. لكن لا تقلق فالهدف من هذا المقال هو القاء نظرة عن قرب على كل الخطوات التي يجب اتباعها للحصول على الصورة المثالية و حتى لا نشغل بالنا كثيرا بالمراحل القادمة.
حسنا قد نطرح العديد من المعطيات النظرية التي ستمضي بعض الوقت لدراستها، لكن لننظر للجانب المشرق، لن يتوجب عليك من اليوم فصاعدا اصلاح صورك بعد تصوير سينمائي ، أليس هذا رائعا! قد تعتقد أن الأهم في مهنتك كـ مصور هو استعمال الجزء الخاص بالإبداع الفني من دماغك، و إن كان ذلك صحيحا في معظمه، فلا يجب رغم ذلك اهمال الجانب العلمي للأشياء.
صدقني العلم سيقوم بتحرير مخيلتك و ابداعك الى أقصى الحدود، فهما عنصران متكاملان لا يمكنك الاستغناء عن أحدهما. ان ما سنفسره فيما يلي سيمكنك من التحكم التام في كل خطوة و مرحلة، لكن قبل ذلك يجب عليك فهم ما الذي هو بصدد الحدوث.
* الضوء Light تصوير سينمائي
ما هو الضوء؟ طبعا نحن نعرف الضوء على أنه إنارة و مجموعة من المعلومات التي تخص الألوان، لكن معرفتنا محدودة في هذا التعريف الذي ينتهي بنا الى تحديد الضوء في سلم تدرج الألوان. لكن لنترك هذا جانبا للحظة و لننطلق من نقطة البداية.
نحتاج أولا لالتقط صورة باستعمال الكاميرا. فلنبدأ اذا بالضوء في طبيعته الأولية. الضوء المرئي هو عبارة عن طاقة في شكل اشعاع كهرومغناطيسي. الاشعاعات الكهرومغناطيسية هي الظاهرة الأساسية تعمل في شكل موجات و أيضا جسيمات صغيرة تعرف بالفوتونات.
الفوتون ليس له كتلة أو شحنة كهربائية، لكن رغم ذك، فهو يبدي ما يعرف بالتأثير الكهروضوئي. كمثال، نذكر أن الفوتون الذي ينتقل من مصدر ضوء ليستقر على لوحة الكترونية يقوم بتوليد الكترون.
و كما نعلم فإن للإلكترون شحنة كهربائية، ما يجعل منه قابلا للقيس. هذا هو تماما ما يقوم به مستشعر الصورة. انه باختصار عداد عالي الدقة للفوتونات. انه مجموعة كبيرة من الأماكن المجهرية المخصصة لاستقبال الفوتونات التي يمكن الأخذ بعين الاعتبار عمقها و المساحة التي تغطيها. كل ما زاد عمق هذا المكان المخصص و كبرت المساحة التي يغطيها، كلما ارتفعت قدرته على التقاط عدد أكبر من الفوتونات.
و لتوضيح الصورة أكثر، فلنعتبر مستشعر صورة بدقة 4K ” وضوح 4096 * 2160 “ ، ذلك يعني أن المستشعر يحتوي على أكثر من 8.847.360 مكان مخصص و فعال لاستقبال الفوتونات. العدد أكبر من ذلك بكثير لكن لنبسط الأمور قليلا.
* قانون المربع المعكوس The Inverse Square Law
في هذه المرحلة أجد من الضروري جدا أن أقوم بتعريف مفهوم مهم و مصيري جدا يجب عليك معرفته، حيث سيأثر على كل شيء منذ تركيز الأضواء و التعريض الضوئي و حتى الى ما بعد الإنتاج، و هي قاعدة المربع المعكوس. المستشعر هو فعلا يقوم بقيس مدى حدة الضوء. كل ضوء في مشهد ما له مصدر و حدة يتبع قانون المربع المعكوس. هذا يعني أن حدة الضوء هي عكسيا نسبية لمربع المسافة من مصدر الضوء.
القليل من الرياضيات لن تؤذي أحدا صحيح؟! حدة الضوء لا تسقط طبق نمط خطي مستقيم. الموضوع المصور ان قمنا بتركيزه على مسافة تساوي ضعف المسافة التي تفصلنا عن مصدر الضوء سيتلقى فقط ربع كمية الضوء المنبثقة من المصدر.
* درجة التوقف ( F / T Stop )
هذه الكلمة قد يكون لها العديد من المعاني و هذا شيء مربك. توقف الفتحة ” فتحة العدسة ” هو قياس حجم بؤبؤ أو الحدقة الخاصة بالعدسة و التي يتمثل دورها في الحد من كمية الضوء التي تمر عبر العدسة و المعرضة على المستشعر. هذا يمثل النسبية بين البعد البؤري (focal length) و قطر الحدقة. على سبيل المثال، إذا كانت العدسة تتميز ببعد بؤري يساوي 50 ملم و كان قطر حدقته 25 ملم، فان العدد f سيكون مساويا لـ 2 و سيكون قطر الفتحة f/2.
العدسات تستعمل مقياسا متفقا عليه للـ F توقف، و هو عبارة عن سلسلة من الأرقام تتوافق مع سلسلة قوة الجذر التربيعي لـ 2, كما يلي: f/1, f/1.4, f/2, f/2.8, f/4, f/5.6, f/8, f/11, f/16, f/22 الخ، و ينتج عنه سلم لوغاريتمي لحدة الضوء.
التوقف يستعمل أيضا لتحديد نسب الضوء، فكل زيادة للتوقف تعني زيادة بعامل اثنين، و كل خصم للتوقف يعني النقصان بعامل النصف. التوقف يعرف أيضا بأنه وحدة واحدة للتعريض الضوئي. بمفهوم نسب حدة الضوء أو التعريض الزيادة أو النقصان بتوقف واحد له نفس النتيجة ان كان بالنسبة لحدقة العدسة أو بالنسبة لقيس حدة الضوء باستعمال أداة قياس الضوء.
* النطاق الديناميكي Dynamic Range
إن استوعبت كل ما تم تفسيره الى حد الآن، فستتمكن من فهم معنى النطاق الديناميكي. تقوم كل شركة مصنعة بالتركيز على ذكر النطاق الديناميكي لمستشعر آلة التصوير التي تقوم بتصنيعها، حيث يعتبر هذا العمل مؤشرا مهما جدا لجودة أداء الكاميرا عند التصوير. النطاق الديناميكي هو بكل بساطة اعلى درجة من التعريض الضوئي الممكن لمستشعر الكاميرا التقاطه. فاذا كان المستشعر قادرا مثلا على التقاط 12 درجة نطاق ديناميكي فسيكون بإمكانه فصل اللون الأبيض النقي من بين الألوان الأكثر اشراقا ب 4096 مرة و الأضواء الأكثر حدة مقارنة بمستوياتها الداكنة.
هذه نسبة التباين الأقصى و التي تبلغ 4096:1. 13 توقفا بالنطاق الديناميكي يضاعف العدد الى 8192:1, و 14 توقفا بالنطاق الديناميكي يضاعف العدد مرة أخرى لتصبح القدرة على التقاط اللون الأبيض النقي في مختلف مستويات الإضاءة أكثر شدة بـ 16.384 مرة مقارنة بمستوياتها السوداء. بعض الأرقام قد تفيدك:
7 توقف بالنطاق الديناميكي – 128:1
8 توقف بالنطاق الديناميكي – 256:1
9 توقف بالنطاق الديناميكي – 512:1
10 توقف بالنطاق الديناميكي – 1024:1
11 توقف بالنطاق الديناميكي – 2048:1
12 توقف بالنطاق الديناميكي – 4096:1
13 توقف بالنطاق الديناميكي – 8192:1
14 توقف بالنطاق الديناميكي – 16.384:1
أي شيء أقل من مستوى الضوء الأدنى سيتم تسجيله على أنه لون أسود (و كما نعلم يوجد نسبة معينة من الضجيج هناك)، و أي ضوء أكثر حدة من المستوى الأقصى الذي يمكن للمستشعر قراءته فسيتم اعتباره أبيضا نقيا فيما يخص المعلومات المسجلة الخاصة بالصورة. لا يمكن تسجيل أي تفاصيل من الصورة ان كانت تتجاوز الحد الأقصى المحدد حتى و ان كانت موجودة حقا في المشهد المصور.
* سجل الغاما (Gamma)
القدرة البصرية للإنسان قادرة على تمييز أكثر تفاصيل و تباين مع اختلاف الانارة بين المستويات المنخفضة و تلك المتواجدة في آخر منتصف السلم مقارنة بالأضواء القصوى. التقاط عين الانسان لسطوع الضوء ليس خطيا مستقيما. هناك دائما حدود لنطاق المعلومات التي يمكننا أن ننسبها للإنارة فيما يخص عمق وحدة الحجم الخاصة بملفاتنا. ما نسعى اليه هو تسجيل المزيد من المعلومات المفيدة و القابلة للاستعمال الخاص بالإنارة تلك المتعلقة بالطبقات المنخفضة و المتوسطة دون التضحية بالتفاصيل التي تخص الطبقات العالية.
المستشعر له إجابة خطية للتغيرات التي تطرأ على الانارة. و لذلك فيجب تواجد وظيفة بين الانارة المدخلة و القيم التي نقوم بتسجيلها. هذه الوظيفة هي المنحنى. منحنى غاما هو ببساطة وظيفة بين المتغيرات الخطية لدرجات الانارة التي تدخل مستشعر الكاميرا، و المستويات الموافقة للانارة المتحصل عليها و التي نقوم بتسجيلها. فيما يلي بعض الأمثلة و التي نقارن فيها سجل كاميرات التسجيل قبل و بعد التصحيح.
– بعض اللقطات من كاميرة Blackmagic في صيغة Film, Raw, CinemaDNG.
– بعض لقطات كاميرة Arri Alexa الملتقطة في Prores.
أخيرا بعض لقطات كاميرة Red بصيغة R3D.
الصور الغير مصححة و الملتقطة بمنحنى غاما تظهر مسطحة و شاحبة. كل كاميرا تنتج صورا قد تظهر مختلفة عن غيرها، و هذا طبيعي حيث يختلف المستشعر من آلة الى أخرى. الصورة لن تظهر طبيعية قبل التصحيح، لكن مصحح الألوان الذي يعمل معك سيكون حتما قادرا على توظيف سحره و استعمال المعلومات الخاصة بمستويات الانارة المنخفضة و المتوسطة لتوفير نتيجة أفضل.
* التعريض الضوئي Exposure
تبقى كل صورة من الفيديو الذي قمنا بتصويره في الأخير صورة صنعت بالاعتماد على احتساب عدد الفوتونات الذي اسقطت على الأماكن المخصصة لاستقبالها في المستشعر خلال وقت محدد. هذا هو التعريض الضوئي، وبما أن هذا المتغير مرتبط بمستشعر الكاميرا، فالوحدة المعتمدة للقياس هي (eV) أو ما يعرف بالشحنة الكهربائية في كل موقع خاص باستقبال الفوتونات. لا يجب الخلط بين (eV: electron volts) و بين (EV: exposure value) أو ما يعرف بقيمة التعريض الضوئي.
مدة التعريض الضوئي بالطبع يحددها معدل عدد الصور و زاوية غالق الكاميرا (أو ما يعرف بسرعة غالق الكاميرا) . الآن، من المهم جدا ذكر شيء آخر في غاية الأهمية، و يخص الحساسية للضوء أو ما يعرف بالـ ISO. مستشعر الكاميرا به حساس للضوء أصلي أو أساسي. و هو المستوى الطبيعي الغير مضخم الخاص به للحساسية. عند الرفع من قيمة الحساسية للضوء ISO بالكاميرا، كل ما انت بصدد فعله هو تقليص درجة تعرض المستشعر و تضخيم إشارة الخروج. و هذا ما يزيد من الضجيج في الصورة الى حد كبير.
التعريض الصحيح او الجيد يعتمد بشكل كلي على الموضوع الئي تصوره وظروف التصوير التي تتواجد فيها، ولكن بشكل عام الصورة التي تحتوى تفاصيل فى المناطق الساطعة والمعتمة جدا في المشهد ولكن بدون اي ضوضاء او تشويش هي صورة معرضة بشكل جيد وهي الحدود القصوى التي تستطيع الكاميرا التقاطها، ولكن هناك استثناءات طبعا عندما تكون تصور في يوم غائم تصبح قدرة المستشعر على التقاط التفاصيل في مناطق السطوع والظلال صعبة جدا .
وهنا يأتي دور ما يعرف بالـ Grey Card / White Card البطاقة الرمادية والبطاقة البيضاء
حيث يتم قياس التعريض بناء على التفاصيل المتوسطة السطوع والظلال في المشهد وذلك عن طريق وضع احدى البطاقتين في المشهد وقياس التعريض بناء على درجة لون احدى البطاقتين وبذلك تضمن بان تعريض الصورة الذي حصلت عليه هو الافضل.
في الصورة الموجودة أعلى هذه السطور، كنت حتما أواجه الكثير من الصعوبات مع التعريض الضوئي. الصورة التقطت في الليل تحت سقف منزل حجري مهجور داخل الغابات الضوء الوحيد المتوفر كان صادرا من نيران موقدة في مكان قريب و مصباح زيتي كانت وظيفته الأساسية أن يكون مصدر ضوء عملي.
ألوان البشرة يمكن أيضا تعريضها بطريقة مشابهة لتعريض الأوراق الرمادية. و يمكن لك أن تلاحظ من خلال الرسم البياني في دافينشي ريزولف أنها كانت أقل بقليل. إن قمت بالإضافة أكثر من ذلك اعتقادا مني أن الدرجات يمكن تحسينا أكثر بذلك، فسيتوجب على حتما بعد ذلك التعامل مع كل أنواع الضجيج مما يؤدي الى صور غير مستقرة.
فتحة العدسة كانت فعلا مفتوحة بالكامل و لم أكن أريد أن أزيد
في درجة حساسية الضوء ISO.
لذلك الحل الوحيد كان زيادة الضوء المحيط لمستوى أين تصبح نسبة ألوان البشرة متراوحة بين 40% و 50% IRE. بالنظر للرسم البياني نلاحظ أن هذه المستويات أصبحت أفضل بكثير. ذلك لأن نطاق الانارة الكلية في الصورة محدود نوعا ما، فليس هنالك حقا ما هو أكثر سطوعا من ألوان البشرة.
ان كنت لست من محبي الألوان المحتوية على الضجيج
فمن المستحسن إعطاء مستشعرك المزيد من الضوء
لذلك أنصحك بتعريض ضوئي أكبر.
ان كنت بصدد العمل بمستشعر ذو نطاق ديناميكي
أعلى فسيكون لديك تقريبا أكثر أو أقل بـ 6 درجات توقف فوق متوسط الرمادي،
حتى تتمكن من النزول بتعريضك الضوئي فيما بعد التصوير لإعادة الأضواء العليا
و ستتحصل بذلك على أقل ضجيج و أماكن داكنة وهو ما يعرف بـ” التعريض لليمين ” ETTR
و بالنظر للرسم البياني فأنت تقوم تحويل كل شيء قليلا للجهة اليمنى.
درجة هذا التحويل الطفيف هي مرتبطة بمستشعرك
، لذلك من المهم معرفة كم توقفا لديك فوق و تحت المستوى المتوسط
للرمادي بقاعدة ISO الخاصة بمستشعرك.
ليس لديك أي تحكم بالحد الأقصى للنطاق الديناميكي لمستشعر الكاميرا الخاصة بك،
لكن عموما لك تحكم مثالي على متوسط مستويات الضوء المضيء لمشهدك،
فيمكنك تباعا لذلك التحكم في نسب الضوء بين الظلال و الأماكن الأكثر اشراقا.
و هذا هو التباين. ان كنت تريد الصعود بقدرتك على التحكم بالأضواء و عملك
في التصوير بصفة عامة الى مستوى أعلى، فأنصحك بشدة أن تأخذ بعين الاعتبار إضافة
أداة قيس للضوء لأدواتك و تعلم العمل به.التحكم بالضوء هو المفتاح لـ تصوير سينمائي أكثر جمالا و روعة.
ما أخشاه بشدة هو أن يكون هذا قد ضاع في طيات النسيان مع تفشي موضة التصوير الا في حالة تواجد الإضاءة المثالية، و التي لا تكون في أغلب الحالات أقل بكثير من المستوى المطلوب للحصول على أفضل أداء لـ مستشعر الكاميرا. الرغبة الجامحة و الطلب المتزايد على درجة حساسية للضوء ISO عالية جدا تقتل قوة و سحر الابداع في معالجة الإضاءة المتوفرة.
* نسب الإضاءة Lighting Ratio
نسب الإضاءة تعتبر في الغالب النسب بين الضوء الرئيسي (و التي تعتمد على صناعتك لأضوائك الساطعة بنفسك) و ضوء الملىء أي ملىء الظلال. هذه النسبة مهمة عند إضاءة المواضيع المصورة في المشهد، لكن رغم ذلك يبقى هنالك دوما نسبة متوسطة في مشهدك تتراوح بين الدرجات القصوى للظلال و الانارة القصوى.
المهم حقا هو فهم وجود نسبة بين الظلال و الانارة القصوى،
و أن هذه النسبة ( التي يمكن حسابها يدويا باعتماد قراءات أداة قيس الضوء)
بصورة مثالية لا يجب أن تتجاوز نسبة التباين الأقصى التي
“يحددها النطاق الديناميكي لمستشعر الكاميرا الخاصة بك.
فيما يخص اضاءة المواضيع الموجودة في المشهد،
النمط الذي تريد الوصول اليه يلعب دورا مهما، هنا تتدخل مستويات الاضاءة الرئيسية المنخفضة
و المرتفعة، هذا هو التباين في صورتك.
هل تريد تباينا أقصى بين عناصر الصورة المضاءة و ظلالا
أو تريدها أكثر اعتدالا طبيعيا؟
عادة نسبة الامتلاء للتركيز على عنصر ما يمكن التحكم فيها باستعمال عاكس ضوء Reflector بسيط كما هو الحال بالنسبة لهذه الصورة المأخوذة من فيلم قصير قمت بتصويره.
من المهم أيضا الأخذ بعين الاعتبار ما تريد فعله بالصورة الملتقطة فيما بعد.
مصمم الجرافيك او مصحح الالوان سيتمكن فقط من العمل على الصور المقدمة اليه،
و هذه الصور تحدد بصفة نهائية في موقع التصوير.
* اشباع الغاما المرفوع Lift Gamma Gain
أخيرا وصلنا للنهاية، كما وعدتكم أين أصبحت كل ملفاتنا مليئة بالأنوار
و بالمعلومات الخاصة بالألوان.
ما قمت بالتقاطه بالوضع في الاعتبار نسب الضوء
و المجال الديناميكي للمستشعر، إضافة الى تعريض ضوئي جيد،
هو كل المعلومات التي أردت التقاطها من المشهد بمستويات صحيحة في صورتك الملتقطة.
هذا يعني انعدام ضرورة تصحيح الالوان
لاحقا بعد التصوير.سيكون بإمكانك التعديل بكل سهولة
تصحيح الألوان و القيام بتحسينات لصورتك،
ان كانت المعلومات المتعلقة بالظلال، المستويات المتوسطة
و الأضواء الأكثر سطوعا كلها مختارة بشكل مثالي.
لكن أين يجب أن يكون كل هذا في التصحيح الأخير للصورة؟ هنا أين يكون تعديل مستويات الانارة، و هو أولى خطوات تصحيح الألوان.
كمرجع أستعمله دوما هو نظام التعريض لـ Ansel Adams
الذي يعرف ايضا بـ The tried and true 10 zone
كان موجودا في عالم التصوير الفوتوغرافي المطبوع منذ وقت طويل.
و ليس استعماله بذلك التعقيد حقا. النظام يعتمد على بحوث حسية لـ Ferdinand
وايضا Vero Charles Driffield,
حيث يوفر مرجعا للوصول الى فلم مطبوع يمكن مشاهدته بطريقة صحيحة من خلال نيجاتيف
تم تعريضه أيضا بطريقة صحيحة.
النظام تم اعتماده في جميع أنواع التصوير بما فيه التصوير الرقمي.
النظام يقسم التعريض لـ 10 مناطق من الأسود الى الأبيض
و تستعمل كمرجع لتحديد مكان كل عنصر من الصورة
على هذا السلم المتكون من 10 خانات و الموافق لدرجات الانارة الخاصة به.
في الصورة أسفل هذه الأسطر من فيلم Into the wild
قمنا بوضع رموز تدل على هذه المناطق الـ 10.
لن نحتاج المعلومات الخاصة بالألوان هنا سنقتصر فقط
على درجات الانارة فقط.
0 – أسود نقي
1 – تصوير سينمائي قريب من الأسود، نسق طفيف، لا تفاصيل
2 – أسود داكن، بعض التفاصيل المظللة
3 – تصوير سينمائي رمادي شديد الدكانة، تركيب الظلال مميز و مرئي
4 – رمادي متوسط الدكانة، تغطية سودا أكثر دكانة بقليل، أوراق أشجار داكنة، مناظر طبيعية مظللة
5 – تصوير سينمائي رمادي متوسط, 18% رمادي اللون، أكثر دكانة من التغطية البيضاء، تغطية أقل دكانة، أوراق أشجار أكثر سطوعا، سماء ذات لون أزرق داكن.
6 – رمادي متوسط الدكانة، تغطية متوسطة البياض، أحجار أكثر انارة، مناطق ظل على الثلج.
7 – تصوير سينمائي رمادي فاتح، تغطية بيضاء شاحبة، اسفلت محدد اللون أو رمادي في ضوء الشمس.
8 – أبيض رمادي، تفاصيل شاحبة في الأضواء الساطعة تصوير سينمائي ، جدار أبيض في ضوء الشمس، سطوح مشرقة.
9 – تصوير سينمائي أبيض مشع، القليل من التفاصيل في الأضواء الساطعة ، تصوير سينمائي أوراق بيضاء، ثلج، ماء أبيض.
10 – أبيض نقي، تفاصيل منعدمة، مصادر الضوء، أضواء ساطعة براقة.
وصلنا للنهاية
. تصحيح الألوان و تدريج الالوان
هما آخر مرحلتين تتوجان كل النقاط التي تم ذكرها في هذا المقال
. هدفك هو صورة جميلة، مشبعة بالألوان و مصممة بأفضل ما يكون.
ليكون باستطاعتك الوصول الى ذلك، المعلومات المحتاجة يجب أن تكون
متاحة في ملف الصورة، لذلك فالتقاطها في ظروف تعريض ضوئي ممتازة
و في مشهد مضاء بطريقة صحيحة هو المفتاح للحصول على النتيجة الأمثل.
الضوء في تصوير سينمائي هو صديقك الأفضل،
عندما نعمل على صياغة صور جميلة فالأقل ليسا دوما يعني الأكثر
.نكون قد وصلنا لآخر المقال،
فما رأيك صديقي في الموضوع الذي قمنا بطرحه؟
اترك تعليقاتك أسفل المقال لتحصل الفائدة للجميع.