مدرسة صناعة الأفلام او التعلم عبر الإنترنت؟ ايّهم افضل لك
هل حقا يستحق الأمر الذهاب لدراسة مدرسة صناعة الأفلام أو أنه يمكنك الإستفادة من المحتوى التعليمي الذي يقدمه الإنترنت؟ على عكس الأطباء والمحامين فليس مطلوب منا نحن صناع السينما الحصول على درجة تعليمية لممارسة المهنة، وعلى الرغم من ذلك تجد العديد من الطلاب لا زالوا يلتحقون بمدارس صناعة الأفلام كل عام، ولكن لماذا؟ حسنا، تعتمد إجابة هذا السؤال على من تسأله. ماذا يتوقع الطالب الإستفادة من كل من التعليم التقليدي لصناعة الأفلام أو التعلم عبر المصادر المجانية التي تقدم عن طريق الإنترنت.
* سواء أكنت مؤيدا أم معارضا لـ مدرسة صناعة الأفلام فلن تستطيع أن تنكر:
1- أن بها شيئا فريدا لتقديمه إلى الطلاب.
2- ليس بها كل ما يحتاجه الطلاب لتأهيلهم لحياتهم المهنية في مجال صناعة الأفلام.
وفي مرحلة تعليم صناعة الأفلام في المدارس فأستطيع أن اقول من خلال خبرتي الشخصية،
أن الخبرة التي تحصل عليها من مدارس صناعة الأفلام تختلف كثيرا عما يقدم بالكليات وذلك بإيجابيات وسلبيات
كلا منهما، ولكنهم جميعا لديهم شيئا ليقدمونه وذلك عن طريق التعليم والمصادر والشبكات والدعم وغيرها الكثير.
لقد ذكرتها من قبل وسأذكرها مرة أخرى، لقد تعلمت الكثير عن تاريخ وممارسة صناعة السينما وذلك من الكتابة
عن “لا لمدارس صناعة الأفلام“ والذي كان أكثر من دراستي بالجامعة.
أنا لا اعتقد أن أي شخص سيحتاج لأن يذهب إلى مدرسة صناعة الأفلام لكي يصبح من صناع السينما،
ومع ذلك لازال هناك بعض الأشياء عن الذهاب إلى الجامعة لدراسة صناعة الأفلام والذي أعتقد أنه سيساعد
بشكل جدي صناع السينما الشباب في رحلتهم.
طريقة استقبال المعلومة مثلها كالمعلومة ذاتها تختلف بشكل بسيط في مدارس السينما، فالمنهج الدراسي
الذي سوف تتلقاه لكي تتخرج سوف تشعر بأنه مرن، فأثناء تعلمك للبنية الرئيسية للقصة والجماليات
وتاريخ التصوير السينمائي وأشهر المخرجين فمن الممكن أن تجد أن هذه الدورات تقدم لك مفاهيم وتقنيات جديدة
وأيضا صناع سينما جدد، والذي ربما لم تكن لتتعلمه بنفسك عن طريق الإنترنت.
* على سبيل المثال
لقد قمت بالتركيز في المقام الأول أثناء الدراسة بالجامعة على التاريخ السينمائي ولو أني لم أكن قد درست القليل
عن بعض المخرجين السابقين كـ دي دبليو جريفيث واورثون ويليز قبل أن التحق بالدراسة لم أكن لأفكر
في البحث عن معلومات عن ثقاقات صناعة السينما الإسكندنافية والأوروبية ودول أمريكا الجنوبية،
هذا بالإضافة إلى حركات صناعة السينما التي حدثت حول العالم في أوقات مختلفة من التاريخ.
كانت الكلية هي السبب في أن أقع في حب الموجة الفرنسية الجديدة والتعبيرية الألمانية والواقعية الإيطالية.
ولكن في حين أن مدارس صناعة الأفلام تقدم لك العديد من المعلومات فإن هذه المعلومات تكون محدودة جدا
وذلك بمقارنتها بالمقدار الهائل من المعلومات الذي يقدم عبر الانترنت والذي لا حدود له.
وفي هذه الآونة فإن الفيديوهات والدروس التي تعرض على اليوتيوب يمكنك التعلم منها كل ما يخص
صناعة السينما من مؤثرات المكياج والتحرير والتصوير السينمائي وكتابة السيناريو –
أعني أن مقالات الفيديو قد ظهرت بالفعل في العام الماضي والتي ستساعد في تعليم الجيل القادم
من صناع السينما المفاهيم السينمائية وذلك بشكل ذاتي والتي لم تكن لتتعلمها حقا إلا فقط في مدارس
صناعة السينما.
* وبغض النظر عن المعلومات الحالية التي تستقبلها
فإن مدارس تعليم صناعة الأفلام تقدم بنية أساسية ومنفذ للحصول على المعدات بالإضافة إلى فرص للتواصل
وتكوين شبكات. ربما يحتاج البعض منكم إلى إرشاد وجها لوجه كالدور الذي يقوم به المعلم
(فأنا بالتأكيد قد نشأت بشكل أساسي تحت إشراف وتوجيه أساتذتي)، في حين أن البعض الآخر منكم
سيقدم أفضل ما لديه وذلك بمجرد الإستحواذ على كاميرا والتقاط مجموعة من الأفلام القصيرة.
وربما لن يحتاج البعض منكم إلى الإعتماد على مصادر من الجامعة الآن حيث أن معدات التصوير الجيدة
رخيصة الثمن، وأيضا ربما يستفيد منها البعض الآخر جدا.
وهناك البعض ممن يقدرون لمدارس صناعة الأفلام أنها تجعلك تتصل بالعديد من المولعين بالسينما والأفلام،
كما أن هناك البعض منتمون بالفعل إلى أحد مجتمعات أو مجموعات صناعة الأفلام عبر الإنترنت
(الذين نأمل أن يكون البعض منهم في الحياة الحقيقية أيضا).
وفي النهاية، ليس بإمكان أحد أن يخبرك عما إذا كانت مدارس تعليم صناعة السينما مناسبة لك أم لا،
عليك أنت أن تكتشف ذلك بنفسك فهناك العديد من الإيجابيات والسلبيات لكي تذهب أو لا تذهب،
لذا فالأمر يعتمد حقا على كيف تريد أن تتلقى تعليمك.